دراسة: الصيام المتقطع فعال بقدر الحميات التقليدية في إنقاص الوزن

نتائج واعدة من تحليل ضخم لـ99 تجربة سريرية.. وخبراء: خيار علاجي إضافي يستحق الدراسة

كشفت دراسة علمية نُشرت، الأربعاء، في «المجلة الطبية البريطانية» (BMJ)، أن الصيام المتقطع يُعد خياراً غذائياً فعّالاً في إنقاص الوزن وتحسين مؤشرات الصحة القلبية، بدرجة مماثلة لأنظمة تقييد السعرات الحرارية التقليدية، مع بعض الفوائد الإضافية في خفض الكولسترول الضار.

واعتمد التحليل الذي أجراه فريق دولي من الباحثين على مراجعة بيانات 99 تجربة سريرية عشوائية شملت 6582 شخصاً بالغاً، قارنوا خلالها تأثير استراتيجيات الصيام المتقطع مع الحميات التقليدية، وكذلك مع الأنظمة الغذائية غير المقيدة، على الوزن ومؤشرات خطر الإصابة بالأمراض القلبية والتمثيل الغذائي.

فوائد الصيام يوماً بعد يوم

ووفق نتائج الدراسة، فقد تبيّن أن جميع أشكال الصيام المتقطع وتقييد الطاقة المستمر تُسهم في فقدان الوزن مقارنة بالأنظمة الغذائية غير المقيدة. إلا أن نظام الصيام المتقطع يوماً بعد يوم تميز بتحقيق نتائج أفضل قليلاً في خفض الوزن، مقارنة بالحميات الأخرى، وهو ما يسلّط الضوء على فعاليته المحتملة كخيار علاجي.

كما لاحظ الباحثون أن الصيام المتقطع ارتبط بانخفاض طفيف في مستويات الكولسترول الكلي والكولسترول الضار (LDL)، مقارنةً بالنظام الغذائي المقيد زمنياً.

أداة فعالة لمكافحة السمنة والأمراض المزمنة

وبحسب الدراسة، فإن الصيام المتقطع يُمكن أن يساهم في خفض عوامل الخطر المرتبطة بأمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم، وزيادة مستويات السكر والكولسترول، ما ينعكس إيجاباً على الوقاية من أمراض القلب والسكري من النوع الثاني.

ويأتي ذلك في ظل أرقام صادمة أصدرتها منظمة الصحة العالمية، تشير إلى أن نحو 2.5 مليار بالغ حول العالم (43%) يعانون من زيادة الوزن، بينهم 890 مليون شخص مصابون بالسمنة.

دعوة لتجارب أطول ومتابعة الجودة الغذائية

رغم النتائج الإيجابية، شدد الباحثون على ضرورة إجراء تجارب سريرية أطول زمنياً للتحقق من مدى استدامة فوائد الصيام المتقطع. كما أكد فريق من جامعة كولومبيا الأميركية في تعليق افتتاحي نُشر في العدد ذاته من المجلة، على أن جودة الأطعمة المستهلكة خلال أيام “الأكل الحر” تلعب دوراً محورياً في النتائج الصحية للصيام المتقطع.

وقال الباحثون: “الصيام المتقطع لا يُفترض أن يُستبدل بالحميات الأخرى، بل يُمكن دمجه ضمن نموذج غذائي شامل يراعي خصوصية كل مريض”.

رأي الخبراء: ليس مفاجئاً لكنه مفيد

وفي تعليقه على الدراسة، أوضح البروفسور نافيد ستار، أستاذ طب القلب الأيضي بجامعة غلاسكو في اسكتلندا، أن النتائج “ليست مفاجئة”، لكنه شدد على أهميتها بقوله: “الصيام المتقطع خيار عملي آخر يمكن أن يُساعد الأفراد في تقليل السعرات اليومية بطريقة تساهم في الحفاظ على الوزن، وهو قابل للتطبيق ضمن أنماط حياة مختلفة”.

وأضاف: “التحدي الحقيقي الآن هو في فهم مدى قدرة الأفراد على الاستمرار بهذا النظام على المدى الطويل، ومدى تقبله كنهج دائم لإدارة الوزن”.